بقلم / كواعب أحمد البراهمي
تتداول حاليا وسائل التواصل الإجتماعي موضوع إلغاء التنسيق وذلك بسبب ما حدث من تسريب الإمتحانات . وإن كان ذلك ما سيحدث فهو خطأ بكل المقاييس .
انا بالطبع أتحدث من واقع المصلحة العامة , وليست لدي الخبرة ولا المصلحة في مجال التربية والتعليم ولست صاحبة قرار , ولست من المسئولين . ولكن لو قررت الدولة إلغاء التنسيق بسبب تسريب امتحانات الثانوية العامة فهي بذلك تكون كافئت من سرب الإمتحانات بأفضل مكافاة .
لقد حدث بالجزائر تسريب لامتحانات الثانوية العامة هذا العام , وقررت الدولة إعادة الإمتحانات في المواد التي تسربت . وذلك قرار صائب , حيث يتوافر احقاق الحق وتكافؤ الفرص , وتضييع الفرصة علي من اراد لبلدنا هذه المهزلة .
والثانوية العامة هي التي تحدد مصائر الطلاب من حيث المجموع الذي يكون سببا في اختيار الكلية التي يتخرج منها الطالب , وبالرغم من أن ذلك المجموع قد يخضع لتأثيرات كثيرة تكون السبب في زيادته أو نقصانه , وذلك يكون بتوفيق الله وإرادته , فقد تقتصر مذاكرة طالب علي أجزاء من المنهج ويكون منها الإمتحان , وقد يذاكر طالب عاما كاملا , ثم يمرض ولا يوفق في الإمتحان أو ينسي ما ذاكره أو يتعرض لظرف خارج عن إرادته .
كل ذلك شيئ وتسريب الإمتحان أو إلغاء التنسيق شيء آخر . فإننا لو رضينا بالقبول بإإمتحان الذي تسرب فقد ضيعنا مجهود طلبة كثيرين , وساوينا بين قدرات المتفوق والكسول والذكي والغبي , ولو ألغينا التنسيق فعلي أي أساس سيتم إختيار الكليات ؟ هل بالقرعة مثلا ولا باسبقية التقديم , ولا بكشف الهيئة ولا بأيه بالضبط ؟
منظومة التعليم في مصر تحتاج لإصلاح ضروري وفوري , وقد أثبتت الأيام أن هناك أخطاء طبية وأخطاء في المعمار وأخطاء في مجالات كثيرة مرجعها أن الطالب عندما كان يدرس لم يتعلم تعليما صحيحا ذلك علي المستوي الخاص , أما علي المستوي العام فنشأ لدينا جيلا كاملا لا يتقن اللغة العربية , ولا الإنجليزية , وأنشأ لغة غريبه وهي الإنجليزي المعرب والأدهي والأمر أنه يكتب به . فالبعض ينطق الإنجليزي معرب ويقول سيفت الأسم – ودللت أي مسحت أو محوت , والبعض يكتب mabrook , alhamd llah
التعليم في خطر حقيقي فلا تزيدوا خطورته بتعليم الطلاب أن من يغش يكافيء , ومن السؤ أيضا أنتشرت صورة علي الفيس بوك للطلبة يتحركون ويتبادلون المعلومات داخل اللجان وتحت سمع وبصر المراقبين .
حقيقة أي أم وأي أب يريد أن ينتهي أبنه من الإمتحانات لانها عبء صعب عليهم جميعا , وأكثرهم هو من وضع نفسه في ذلك وهومن جعل منها عبئا فهو كثير التخوف ويعامل أبنه وكأنه طفل صغير بالرغم أنه هو نفسه عندما كان في ذات العمر كان يري نفسه ناضجا متحملا للمسئولية , هذا بخلاف الدروس الخصوصية والتي ترهق كاهل الجميع , والغريب ورغم كل تلك الدروس التلاميذ مستواهم غير مبشر حتي الذين يحصلون علي درجات عليا , ويدخلون كليات قمة , أيام زمان كان من يدخل كليه الطب يكفيه الحصول علي خمسة وسبعين بالمائة , وكان يتخرج طبيب ماهر وبرغم من عدم وجود الآلات الحديثة في العيادات لكنه كان جراح ممتاز , وفي كل مجال مثل ذلك , أن القسوة في التعليم ولا اقصد بالقسوة الضرب طبعا , ولكن أقصد القيود المشددة والتعليم القوي تجعل لنا مستقبل قوي . وأن التراخي في التعليم ينشئ بلدا متراخيا , وغير قادر علي النماء ولا التقدم , بالعكس هو عرضة للإنهيار السريع , هناك كثير جدا من الكلام في هذا الشأن ولكن لا مجال له الآن . ولكن رأيي الذي لن يعجب أحد أعيدوا إمتحانات المواد التي تسربت . ففقدان الوقت أفضل بكثير من فقدان النزاهة والعدل .